الحمد لله الذى به تتم الصالحات الذى أنزل على عبده آيات بينات هن أم الكتاب و آخر متشابهات و بعد
أيها المتفائلون الذين هم فيما عند الله واثقون و فيما بعد عند غيره زاهدون لقد رأى أحدكم وهو صائم فيما يرى النائم أن الناس يتهافتون و يتزاحمون على شراء مطبوعات الصحافة كما يتزاحمون على شراء الخبز و لكن كلما سأل أحد لم يجبه أو أجابه إجابة لم تعجبه فاستيقظ من نومه و سأل الحصيف من علماء قومه و قال : أيها العالم بالتفسير أريد مفهوم الإشارة فى اليسير من العبارة فقال العالم : أما قرأت شيئا من المنشور ولو قليلا من السطور فقال الرائى : كل مطبوعات الصحافة عنوانها ابن أبى قحافة فاستدار الإمام و نظر إلى الإمام و قال : الله يا سلام يا بنى أما تعلم أن أبن أبى قحافة اسمه الصديق وهو إمام أهل الصدق و التصديق؟ الذى نصر الله به رسوله و أنار له الطريق فكان نعم الصاحب و الصديق و الرفيق يا بنى إنها إشارة تغنى عن ألف عبارة معناها أن الله تعالى سوف يصلح الحال و يتفضل على أهل الخبر و المقال و التحقيق و الحوار فلا يقولون إلا حقا ولا يكتبون إلا صدقا و إنهم سوف يترفقون بعقول القراء و يبتعدون عن العناوين المخزونة فى مخابئ المغرضين و إنهم سوف يلبسون لكل أمر لبوسه وسوف يبتعدون عن العبارات المشتركة لأن هذا شأن الكسيح عديم الحركة و إنهم لسان حال الأمة الذين جعلهم لتبسيط الكرب و الغمة و إطفاء نار الفتنة و ليتهم يعلمون أم منبر الواعظ فى كل جمعة ساعة و منبرهم يشتريه القراء و يسرونه فى بيوتهم و سوف ينشغلون بحل القضايا المعضلات غير عابئين بأخبار من سافر أو عاد أو تزوج أو مرض أو مات و ذلك كله اسمه الإعلام.
يا بنى أعلم أن الله سوف يتفضل على أهل هذه الطائفة فيجمع بهم الشتات و سوف يجمعهم على كلمة سواء ولا يسلمون حوائطهم لمن لا يجيد البناء يا بنى هذه ما فتح